الحمدالله ربَّ العالمين , والصّلاة والسلام على نبينا وعلى آلهِ وصحبه ومَنْ تبعهم بإحسان إلى يوم , أمـَّا بعد :
القصة أسلوب من أساليب التربية وفيها تشويق وإثارة، وتعجب الأطفال وتشد انتباههم ، وإذا اقترنت القصة بأنشودة أو أرجوزة شعرية تكون أكثر تشويقاً ومتعه.
كنت أفكر في جمع القصائد الخاصة بالقصص والأدب من التراث العربي، وهي مجموعة من القصائد اللطيفة التي وقعت في يدي إما في كتاب مدرسي أو مقال أدبي وما زلت أذكر أجزاء من أبياتها، وفي كل مرة يخونني الوقت وتتعارض المشاغل، ويتأجل العمل في هذه الفكرة، إلى أن وقع في يدي ملف لا أذكر من أي موقع حملته وفيه مجموعة من القصائد في هذه الموضوع وكأن الذي جمعها اشترك معي في نفس الفكرة
قصة " الأرنب و الضفادع " " للشاعر " محمد عثمان جلال " في : العيون اليواقظ
رأيت أرنباً ذليلاَ خائفاً .. أوى إلى بَيْتٍ هناك واختفى
ودام في شغلٍ من الأفكار .. في حندسِ الليلِ، وفي النهار
حتى عَفَا، من همّه وغمِّه.. ومن أبيه يشتكي، وأمِّه
ولي يقول،ليتُ لم تجدني.. وليت أُميِّ قطُّ لم تلدني!
وكيف لا، وعيشه منغَّصُ.. وكل يوم تعتريه الغُصَصُ
إن هبَّ ريحٌ بفروع الشجرِ.. يرجف منه خائفاً، ويجري
ينام..لكن عينه يقظانه.. وروحه من فزعٍ ملانه
فجاءه محدَّث ذو عقلِ.. وقال:ذا خوفٌ بغير أصلِ
ما هذه الحال؟ فقال: خوف.. والناسُ مثلي، واحدٌ وألفُ
وبينما يقول هذا القولا.. إذ هبَّ ريح،فآنثني وولَّى
ومرَ في هروبه بتُرْعَهْ.. وكان في الترعةِ ألف ضفدعه
فاستشعرت بسيره فهربتْ.. وانزعجت من وجهه واضطربتْ
ومذ رآها هربت من كَرتهْ.. وفزعت في الماء خوف حضرته
قال: عجيبٌ أنني أخيفُ!.. فذاك غيري قلبه ضعيفُ!
في كَّرتي طردت ألفَ نفسِ.. فانهزمت من قوتي وبأسي
من أين جاءت هذه الحماسه.. وفرَّ منِّي صاحبُ الفراسه!
إني إذاً لبطلٌ ذو عصبه.. كأَنَّ في يدى اليمينِ حربه
يا أيها الجبان،أبشرْ وافرحِ.. وإن هربت خائفاً لاتستحي
إنك إن كنت جباناً..تُلْفي... أجبنَ منك نحو ألفِ ألفِ