كل النساء صدقنى أنا، كل امرأة تنظر للرجل الذى تملكه امرأة أخرى..، هل وجعت قلبك بعبارة: الرجل الذى تملكه امرأة، أرجوك لاتقاطعنى.. كل رجل متزوج هو ملك لزوجته.. وفلسفتى فى ذلك أن الرجل يملك كل شىء.. والمرأة تملك الرجل فتملك كل مايملكه: بيته وقلبه ونفوذه وفلوسه وحياته وسلوكه وتصرفاته وأفكاره. هل تريد من أى امرأة أن تكون ملاكا.. فتترك زوجها يفكر كما يريد ويتصرف كما يشاء ويكسب وينفق بالطريقة التى يحبها، هل تريدها أن تتركه هكذا حرا كما ولدته أمه يمشى على «حل شعره»!
الرجل لايترك حراً إلا بالموت.. موته هو طبعاً، أما ماقبل ذلك.. فشعارى: لا تتركى لزوجك فرصة للتفكير.. إلا فى كيف ينجو من غضبك ومشاكله معك!
أنا خبيرة بالرجال، هذا صنف يجب أن يظل مطارداً بالغيرة بالشك بالنكد بالحيرة، ولو كنت أكملت تعليمى بعد الثانوية العامة.. كنت اخترعت فصولا لمحو أمية النساء فى فن التعامل مع الرجال على طريقتى الخاصة. ومع ذلك فأنا أعلم حصصى بشكل عملى مع زوجى.
لكن الغيرة، شىء فى نفسى، شىء فى ضعفى، شىء فى أعصابى التى لاتحتمل وجود طيف امرأة أخرى فى حياة زوجى ولو كانت أمه، أنا أغير على زوجى من يسرا فى فيلم السهرة، من هند صبرى على غلاف مجلة، من وزيرة البيئة ولو كانت خبرا بالجريدة، من.. وطبعاً من زميلاته فى العمل، هذه الغيرة هى التى جعلتنى زوجة فى عامها التاسع حتى الآن، لو كان قلبى أبيض مثل اللبن الحليب، بلهاء ساذجة خايبة مثل نساء كثيرات، أفوت وأطنش وأخاف على قلب زوجى من جرح مشاعره الملهوفة على ضل امرأة تشغله أو تنفخ فيه فيتصور نفسه طاووسا ملونا تموت فى نظرة منه ويموت فى تسبيلة عينيها، كنت ضعت، خلقنى الله غيورة لكى أقتل أى محاولة إعجاب قبل أن تصبح مشروع حب.
ومع ذلك، أنا طيبة، حنونة، لا أشخط فى زوجى ولا أمسك فى رقبته، أنا فقط أحذره بلطف وأراقبه بحذر وأحافظ عليه ببعض النكد من حين إلى آخر دون أن أتهمه فى امرأة أو أفتح عينيه على أخرى. وهو يعلم أننى مجنونة وعلى شعرة.. ولو قطعها فسأتحول بدون جهد إلى قط شرس أو كلب سعران.. هو يعرف ويتجنب جنونى ويبتعد عن كل ما يثير الشك فى عقلى الباطن، وهو.. أنا أحبه، أحب هذا الرجل الطيب الذى يتجنب عاصفتى قبل أن تقوم وبركانى قبل أن يثور