نشأت فكرة الكشفية في ذهن مؤسسها اللورد " بادن باول " الذي كان يعمل ضابطا بالجيش البريطاني ونظرا لقوة شخصيته فقد توالت ترقياته حتى وصل إلى رتبة كولونيل ثم منح لقب لورد وقد شارك في العديد من المعارك والحروب التي تعد مافكنج من أشهرها .
كان اللورد بادن باول في زيارة لكندا فشاهد فرقة من الأطفال الصغار كوّنها صديقه الحميم طومسون ستون مدير غابات كندا يعوّدهم فيها على سكنى الخلوات وارتياد الغابات التي كانت دائما تبتلع مئات الأطفال لجهلهم بمسالكها ويقعون فريسة الحيوانات المفترسة ، فأعجب بتكوين هذه الفرقة التي كونها صديقه. ثم تركها وعاد لمهام منصبه في قيادة الجيوش .
في جنوب أفريقيا وفي عام 1899 حوصر بادن باول ورجاله في قلب مافكنج وطال حصاره وقد إعتبرته انجلترا نذير شؤم ففكر بادن باول في الاستعانة بالشباب لفك الحصار – على غرار الفرقة التي رآها في كندا- ووزع عليهم أعمال الخدمات العسكرية كالحراسة والطهي ونقل الرسائل وتدريبهم على ذلك مكثر عددهم وتمكن من فك الحصار بعد 217 يوم .
وبعد هذه المعركة عاد بادن باول إلى انجلترا عام 1901 وأصبح في نظر الجميع بطلا وطنيا عظيما
وقد جاءت فكرة تكوين الكشفية بعدما لمس بأن الشباب الانجليزي آخذ يتفكك وكثرت الأمراض الاجتماعية فيه كالإدمان والبطالة فقد تجمعت لدى بادن باول عديدة لبرنامج تربية ذاتية للشباب تمارس في الهواء الطلق ومن خلال تنقلاته في المستعمرات الانجليزية تعرف على ثقافات الشعوب وكيفية تربية أبنائهم على الشجاعة والقوة والاعتماد على النفس ، وكانت لديه الرغبة في التدريب وخدمة الآخرين فقد كان مرحا ولدية عدة مواهب كالرسم والتمثيل والغناء وتنظيم الحفلات فقد عايش الطبيعة فترة طويلة اكتسب منها أشياء كثيرة ، وقد كانت لقراءاته المتنوعة ودراساته لكتب التربية وتاريخ الشعوب فائدة كبيرة ، وقد أعجب بتجربته سميث رئيس فرقة الفتيان البريطانية الذي انشأ تنظيما شبه عسكري للشباب في اسكتلندا من الصغار ، غير أن بادن رأى أن التربية العسكرية تجد من نمو الشخصية وان البرامج تكون أكثر إثارة لو اعتمدت على الطبيعة والخلاء والهواء الطلق وإتاحة الفرصة للصغار لقيادة أنفسهم وعندما كان يقضي الليل حول النار في البرية أيقن أن هذا النوع من الحياة يهواه الشباب ويعلمهم الثقة بالنفس والتعاون والانضباط والإخلاص،
استدعى اللورد بادن باول 20 شابا من المدينة وذلك لإقامة مخيم لمدة أسبوع على جزيرة براون سي في عام 1907 وقد نجح هذا المخيم نجاحا باهرا بعدها نشر كتابا بعنوان ((الكشفية )) وضع فيه خبرته ومبادئه وأفكاره وكذلك نشر بعض المواضيع والمسابقات في الصحف والمجلات وقد دهش عندما علم أن عددا من الشباب قد نظم فرقا كشفية تأخذ أفكاره ومبادئه التي وضعها
وأخذت الحركة تنتشر انتشارا سريعا ، وأصبح بادن باول رئيس للحركة الكشفية واخذ ينشر المسابقات الثقافية فى الصحف وينظم للفائزين بتلك المسابقات مخيمات حتى سنة 1910 وحقق حلمه عندما جمع في قصر الكريستال في لندن حوالي 11 ألف كشاف وقائد أخذوا يعرضون أمام الجمهور المحتشد كل ما تعلموا من فنون وألعاب .
وقد كان لاجتماع قصر الكريستال أثره الكبير في تقدم الحركة الكشفية فقد تطورت سلوكيات الشباب وتحسنت معاملتهم ومساعدتهم للناس، ويذكر أن كشافا أرشد سائحا أمريكيا على طريقه في ضباب لندن ثم رفض بكل أدب أن يأخذ من السائح أي مقابل مما دفع الأمريكي عند عودته إلى بلده إلى تأسيس فرع للكشافة هناك ثم امتدت الحركة إلى كندا وشيلي وبعدها إلى العالم أجمع.
وفي عام 1920 تحقق الحلم الأكبر لبادن باول عندما تجمع من أنحاء العالم نحو 6000 كشاف أولمبياد لندن وسمي هذا اللقاء ((جمبوري) وخلال هذا اللقاء عين بادن باول رئيسا لكشافة العالم، وفرضت عليه هذه الرتبة بأن يقوم بجولة حول العالم رغم كبر سنه فقد كان يدير كل سنة لقاء له في بلد مختلف وكان آخر لقاء له في النرويج وكان عمره 84 سنة حيث ودع جميع كشافي العالم بحضور 26000 كشاف حضروا من مختلف أنحاء العالم، وتوفى بعدها بادن باول تاركا ورائه منظمة كبيرة منتشرة في جميع أنحاء العالم