' United StateS OF America '
IN GOD WE TRUST : الشعار الوطنى
قبل الاستعمار
عاش
الهنود الأمريكيون في قارة أمريكا منذ 10000 سنة، وكوّنوا ثقافات وشعوب
عديدة، فلاحون أو صيادون حسب المكان الذي عاشوا فيه. وصل كولمبس إلى جزر
بهاما. ولم يكن أول إنسان يصل إلى أمريكا ولا أول من وصل إليها عن طريق
المحيط الأطلسي، فقد وصل الفايكينغ قبله إلى شاطئ كندا على الأقل. لكنه
كان أول من أنشأ ارتباطات دائمة بين أمريكا والقارات الأخرى، فتبعه آلاف
الأوربيين، جنود وتجار وأساقفة وأشخاص عاديون، حتى تغير شكل القارة كلها
كما ساعدت الأمراض في الإنتصار على السكان الأصليين، فلم يكن لسكان أمريكا
الأصليين أي مناعة ضد أمراض و أسلحة أوروبا العديدة.
مستعمرة فيرجينيا
في
القرن السادس عشر لم يستعمر أي من الدول الأوربية شمال أمريكا بشكل كبير،
بل سافر إلى هناك صيادو السمك من أجل الصيد فقط وليس للسكنى، إلا في
فلوريدا، فقدأسس الإسبان بعض البروج فيها بعد عام 1513. وحاول البعض أن
يأسسوا مدن جديدة في شمال أمريكا، لكن أول من نجح كان الإنجليز في تأسيس
مسكن على شاطئ ولاية فرجينيا الحالية عام 1607، وسميت "جيمزتاون".
في
أمريكا الجنوبية والوسطى أكتشف الإسبان كميات ضخمة من الذهب، وأنتشر الخبر
في كل أوروبا. فمعظم مستعمري جيمزتاون توقعوا الشيء نفسه وأخذوا يبحثون عن
الذهب طوال اليوم وتوقفوا عن أي عمل آخر. وشهد العام 1607 مجاعة عظيمة حتى
عند الهنود الأمريكيين، فهلك ثلثهم وعاش الآخرون بسبب قيادة شخص يسمى جون
سميث، أمرهم بالعمل الدائم وعاقب من لم يطعه، وحالف قبيلة الأمير الهندي
الأمريكي "باوهاتان" فساعدوه في البحث عن المأكولات وكان قوله المشهور:
"من لايعمل لايأكل".
لم يجدوا الذهب، لكن عام 1612 وجدوا زراعة
التبغ وهي نبتة أمريكية أصلا كان الهنود الأمريكيون يدخنوها منذ قرون لكن
التدخين أنتشر في أوروبا بسرعة، وحقق المتاجرون به أرباحا كبيرة. وكانت
زراعة التبغ تحتاج إلى أيد عاملة كثيرة، وكان عدد المستعمرين قليل، فبدأوا
باستيراد العمال ومن ثم العبيد السود، مثل ما فعل ملتزموا بحر الكاريب.
كانت
الأرض واسعة في فرجينيا وزراعة التبغ تحتاج إلى مساحة كبيرة، فابتعد
المستعمرون عن بعضهم البعض، والواحد قد يسكن مع عبيده أو خدمه على بعد
أميال من جاره. ولم يكن معظمهم يهتمون بالدين، فلهذه الأسباب لم يكن
المجتمع مترابطا إلا قليلا. وفي المسكن الثاني في شمال أمريكا وهي نيو
انغلاند كان العكس تماما.
مستعمرة نيو إنغلاند
في
القرن السادس عشر كانت هناك مشاكل كبيرة في إنجلترا بين المتشددين وباقي
الفئات، فأراد المتشددون أن يغيروا قانون الدولة لمنع كل مايخالف الدين،
ويبعد الكاثوليك عن الحكومة. وكانوا أيضا ضد الملك، أولا لأنه لم يكن
متشددا وثانيا لأنهم اعتبروا كل المؤمنين المسيحيين متساوين أمام الله.
وخسروا في نهاية الحرب الأهلية الإنجليزية، فقرر البعض أن يطبقوا قانونهم
الديني في بلاد بعيد، فذهبوا إلى أمريكا. أول من ذهب كانوا من طائفة
"الحجاج" (Pilgrims) ووصلوا إلى ولاية ماساتشوستس عام 1620 وبنوا قرية
"بليموث". لم تكفيهم المأكولات التي أخذوها معهم، لكن ساعدهم الهنود
الأمريكيون (وخاصة الرجل المسمى "سكوانتو") فعاشوا، وفي الخريف وجدوا
حصادهم كبيرا، فأقاموا عيدا مع الهنود الأمريكين ليشكروا الله على الحصاد،
وكان هذا أصل العيد الأمريكي عيد الشكر (Thanksgiving) ومعناه تقديم الشكر.
حرب الإستقلال
ولم
يستمر الوفاق بين الأمريكيين والبريطانيين طويلاً فقد صدرت قوانين
بريطانية جديدة تثير الغضب والإستياء لدى الامريكيين إلى درجة أن بريطانيا
أرسلت قواتها إلى كل من بوسطن ونيويورك حيث قتلوا بعض المواطنين فيما سُمي
بمذبحة بوسطن التي رد عليها الأمريكيون بالإحتجاج المعروف "ببوسطن تي
بارتي". فعاقبت بريطانيا المتمردين بإغلاق ميناء بوسطن وزيادة سلطة الحاكم
البريطاني وإجبار المستعمرين على إيواء وإطعام البريطانيين. ورد
المستعمرون بتشكيل المجلس القاري الأول بفيلادلفيا والذي يضم 13 مستعمرة
والذي أجبر بريطانيا على سحب القوانين القسرية. وفي يوليو 1776م أعلن
المجلس القاري الرابع الإستقلال عن بريطانيا مكونا الولايات المتحدة
الأمريكية واستمرت بعد ذلك الحرب الطاحنة بين أمريكا وبريطانيا حتى انتصر
الأمريكان في 1781م في معركة يوركتاون بفرجينيا. ثم وقَّع الطرفان معاهدة
فرساي في 1783م وكانت بمثابة إعلان بنهاية الثورة الأمريكية. وفي عام 1787
وقع المندوبون من جميع الولايات المتحدة على اتفاقية دستور البلاد التي تم
التصديق عليها في سنة 1788م.
اللغة
الإسبانية هي ثاني اللغات انتشاراً في الولايات المتحدة. وينتشر تعليمها
كلغة ثانية في البلاد لدى كثير من المدارس. ويتركز الناطقون باللغة
الإسبانية على وجه الخصوص في الولايات الجنوبية حيث يوجد الكثير من
الهسبان فضلاً عن إلينوي ونيويورك ونيو جيرسي، وفي بعض تلك الولايات قد
تجد أحياء كاملة تستخدم فيها أساساً اللغة الإسبانية. ويقدر أن 30 مليون
شخص (12 % من السكان) يتكلمون الإسبانية كلغتهم الأولى أو الثانية، وهو ما
يجعل الولايات المتحدة خامس دول العالم من حيث عدد الناطقين فيها
بالإسبانية بعد المكسيك وإسبانيا وكولومبيا والأرجنتين على الترتيب.
ويطالب
بعض الأمريكيين باعتماد اللغة الإنجليزية كلغة رسمية للبلاد، وهو قانون
أقرته 25 ولاية. في حين منحت ثلاث ولايات منزلة لغة إدارية للغات أخرى غير
الإنجليزية حيث أقر دستور ولاية هاواي اعتماد لغة هاواي كلغة رسمية، كما
اعتمدت اللغة الفرنسية في لويزيانا واللغة الإسبانية في نيومكسيكو كلغات
معززة تصونها العديد من القوانين التشريعية (وذلك دون اعتمادها كلغات
رسمية).
اللغة الثالثة في البلاد من حيث انتشارها هي اللغة
الصينية، ويشيع استخدامها بين المواطنين من أصل صيني وبين المهاجرين
الصينيين، ويتركز الناطقون بها في كاليفورنيا، ويقدر عدد الناطقين بها 2
مليون شخص، وتعتبر الماندرين أكثر أشكال اللغة الصينية شيوعاً في الولايات
المتحدة.
اللغة الرابعة انتشاراً هي اللغة الفرنسية وتنتشر في أوساط المنحدرين من أصول فرنسية أو كندية-فرنسية.
وفي
المرتبة الخامسة تحل اللغة الألمانية، خاصةً وأن السكان من السلالة
الألمانية يشكلون أكبر المجموعات العرقية في الولايات المتحدة.
ومن
اللغات الأخرى الشائعة هي اللغة الإيطالية واللغة اليونانية واللغة
البولندية، ولكن أعداد الناطقين بتلك اللغات في تناقص مستمر مع موت
المهاجرين الناطقين بتلك اللغات وتبني أبنائهم للغة الإنجليزية فقط. كما
يوجد في أمريكا الكثير من الناطقين بلغات جمهوريات الاتحاد السوفيتي
السابق وباللغة الفيتنامية ولغة تاجالوج (الفلبينية) والكورية والفارسية
والتايلندية واللغة العربية والبرتغالية واليابانية.
وبشكل عام
يقدر وجود 337 لغة يتحدث أو يشار بها في أمريكا، من بينها 176 لغة أهلية
محلية. وقد انقرضت 52 لغة كانت موجودة سابقاً في البلاد
الولايات
الملونة باللون الأزرق القاتم هي الولايات التي اعتمدت اللغة الإنجليزية
كلغة رسمية وحيدة فيها، بينما الولايات الملونة بالأزرق الفاتح هي
الولايات التي اعتمدت اللغة الإنجليزية كإحدى اللغات الرسمية بالترافق مع
لغات أخرى