لم أكن أصدق أن الحقد على
الناجحين الذي يصفه علماء النفس في كتبهم وأبحاثهم أنه شىء مرضي يحتاج
العلاج وغسل القلوب، ولكن في الفترة الأخيره تجسد لي هذا المعني أو المرض
بشكل جلي، عندما شنت العديد من المواقع الإلكترونية والصحف الخاصة هجوما
على مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي عقب حواره السريع في -برنامج البيت
بيتك-.
وبرغم من أن جوزيه كان يتكلم على الملاء ومترجمه 'هشام
محمد' يترجم بالعربية إلا أن غالبيه من نقلوا حديث جوزيه تركوا كل شىء
ولمسته الرائعة في التبرع بمبلغ عشرين ألف جنيه وحصيله بيع بدلته الشيك
التي شارك بها في كأس العالم باليابان لصالح المعهد القومي لعلاج الأورام،
وذكروا شيئا واحد فقط خطأ على لسانه –أي جوزيه- نفسه بأنه سوف يرحل عن
الأهلي بنهايه هذا العام!!
والحقيقه حسب ما أنا رأيتها وسمعتها وسألت جوزيه فيها
لأنني كنت شاهد عيان أو صانع الحدث نفسه، حيث قال جوزيه نصف ما ذكر سابقا
وهو أنه سيرحل عن الأهلي، وهذه هي نصف الحقيقه التي ذكرها هؤلاء، أما
النصف الآخر من الحقيقه فهو أن جوزيه سيرحل فعلا ولكن عند نهاية عقده
بنهاية الموسم القادم وليس الحالي كما فهم البعض.
والسؤال الآن هل فهم هؤلاء خطأ؟ أم أن جوزيه هو الذي
لم يعرف كيف يوصل معلومة سهلة جدا؟!! برغم من أنه بقي في الأهلي من أربع
مواسم لنجاحه في توصيل المعلومة للاعبيه؟ أم أن هناك من يحقد على نجاح
جوزيه، ويتمني أن يرحل عن الأهلي بنجاحه بأي شكل من الأشكال لأن جوزيه
كشفهم وكشف فشلهم وجهلهم ؟ ممكن!!.
الحقيقه وحسب ما استطعت أن اتأكد أن جوزيه نكد على ناس
كثيرة ويكفي أنه يقول وينسب لنفسه التغير في أداء الفرق المصرية من الشكل
الدفاعي للهجومي، وهو ما آثر على أداء وشكل المنتخب الوطني، وما أحزن
هؤلاء أن البعض يؤكد أن فوز المنتخب بكأس الأمم الإفريقية يعود لتألق
الأهلي في هذه الفترة، وسيطرته على دوري رابطة الأندية الأفريقية الأبطال
حيث فاز على الأهلي بالبطوله عامي 2005-2006-2008، وحتى بطوله عام 2007
وصل الأهلي للنهائي وخسر نتيجه الثقه الزائدة وعوامل خارجيه من 'الكاف'
والشركة الراعية للبطوله التي رفضت سيطرة الأهلي، لأن البطولة كانت ستفقد
جذبها للإعلانات والرواج والحماس.
ومع هذا الحقد المدفون في الصدور، أصبح الشغل الشاغل
من هؤلاء هو كيفيه -تطفيش جوزيه- بدلا من التعلم منه كما فعل 'طارق
العشري' المدير الفني لحرس الحدود الذي تعايش مع الأهلي بدلا من السفر
للخارج وآخذ البدالات والذي منه!
الغريب أن عددا من الإعلاميين والمدربين وأصحاب
الكرافتات الشيك في الفضائيات، لا يجدون شيئا إلا انتقاد جوزيه، هل ليقال
عنهم أنهم شجعان.. أم لأن عقولهم فيها خَرفان؟ لا أعرف.
المهم هل تتفقون معهم
على أن البرتغالي جوزيه 'خلص' وأصبح فارغ وخالي من التجديد؟ أم أن السبب
يرجع إلى استهلاك لاعبي الأهلي من اللعب إفريقيا، ومحليا، والمنتخب بعد
ذلك؟ أم أن هناك من يحاول إسقاط الأهلي لا لشىء سوى الكره والحقد؟ أم أن
الأهلي أصبح عجوز 'مكهكه'؟؟
وإلى جمهور الأهلي
الحزين القلق هل الأهلي ضاع منه الدوري، أم مايزال الأمر بيده وتحت
سيطرته، ولو أرادت هذه الجماهير الدوري عليها التمسك بالأمل ودفع فريقها
للأمام.
والسلاااااااااام عليكم