بجولة داخل حظائر الخنازير فى منطقة طره والزبالين بـ15 مايو بمحافظة
حلوان لاكتشاف أسرار تجارة الخنازير فى مصر ووسائل تربية الخنازير
والمربين لها، خاصة بعد الذعر الذى أصاب سكان المحافظة عقب قرار نقل حظائر
الخنازير الموجودة فى مصر إلى 15 مايو والذى جاء متواكبا مع تفشى أنفلونزا
الخنازير.
انتقل اليوم السابع إلى طره إحدى البؤر الموجودة فى القاهرة طبقا لما
أكدته وزارة البيئة فى الخريطة التى أرسلتها للجرا ئد، ليكتشف نقل حظائر
الخنازير من طره إلى القطامية.. تقابلنا هناك مع (عمدة) المنطقة والمسئول
الأول عن تربية الخنازير فى طره و15 مايو وقد طلب منا عدم ذكر اسمه فهو
الذى يعطى الأمر والترخيص بالتربية ويقوم بحل مشاكل المربين.
الرجل اصطحبنا لإحدى بؤر تربية الخنازير فى مصر فى مدينة 15 مايو داخل
الصحراء حيث تقع "عزبة الزبالين" التى تبعد عدة كيلومترات عن الطريق
الرئيسى، التقينا هناك بمجموعة المربين الذين يتربحون من وراء هذه التجارة
والذين كشفوا لنا بالتفاصيل عن أسرار تربية الخنازير فى مصر ومن هم
مستهلكوها والكبار فى المهنة.
فى البداية يؤكد عشرى إبراهيم ـ مربى وصاحب حظيرة ـ إن المهنة لها ضوابط
ولا أحد يستطيع أن يخترقها دون إذن من عمدة المنطقة حيث يتم دفع 10 آلاف
جنيه له فى سبيل الحصول على قطعة أرض لإقامة الحظيرة وتجهيزها بالصفيح،
و10 آلاف أخرى لشراء 30 أو 40 خنزيرا وعندما يحصل المربى على الرخصة من
(العمدة) يبدأ فى مزاولة عمله وتربية الخنازير.
وأشار إبراهيم إلى أن مساحة أى حظيرة تبدأ من 500 متر، ويتم تربية مالا
يقل عن 40 خنزيرا، مؤكداً بأن تربية الخنازير ليست مكلفة فهى تتغذى على
فضلات القمامة، ولكن عندنا فى الزبالين نواجهه مشكلة عدم وجود مياه، لذلك
نقوم بشراء المياه ويصل سعر البرميل إلى 3 جنيهات. أما فتوح حسنين مربى
فيشير إلى أن المربين يدفعون 10 جنيهات شهريا لسائقى عربات المياه كى تدخل
المياه للعزبة وبدون دفع الأموال تمتنع عربات المياه من دخول العزبة.
وعن أنواع الخنازير والسلالات الموجودة فى مصر يضيف حسنين، أنه توجد
سلالات عديدة وألوان عديدة للخنازير منها الأسود والأبيض والأحمر وهناك
سلالة مستوردة أمريكية يتم استيرادها من أمريكا يزن الخنزير الواحد فيها
600 كيلو، ولكنه لا يتغذى على القمامة بل يتغذى على العلف (فول صويا وكسب)
ويوضح أن هذه السلالة مكلفة ولا يعمل فيها سوى أربعة تجار فى مصر، ويشير
إلى أن السلالات المصرية أرخص، والخنزير المصرى يأكل القمامة بشراهة ويأكل
كل ماهو موجود، ووزنه لا يزيد عن 120 كيلو، مشيرا إلى أن الخنزير المصرى
مكسبه سريع حيث يزيد حجمه سريعا من كثرة الضرب والأكل فهو منعدم الإحساس.
كما أن دورة تربية الخنزير تتراوح مابين 6 شهور و8 شهور، لذلك فإن مكسبه
مضمون.
وعن أسعار لحوم الخنازير أكد هانى صليب مربى، إن المربين يبيعون كيلو لحم
الخنزير الحى بـ 5 جنيهات ويقوم التاجر بذبحه وسلخه فى المجازر الآلية
ويبيعه للمستهلكين وأصحاب مصانع اللحوم البيفى والسجق واللانشون بسعر يبدأ
من 40 جنيها، مؤكدا بأن الفنادق والمصانع أحد أكبر مستهلكى لحم الخنزير فى
مصر، وإذا حدث تفشى لمرض أنفلونزا الخنازير فى مصر فإن أكثر المتضررين هم
التجار الكبار وأصحاب المصانع، فكيلو اللحم وصل إلى 55 جنيها فى مقابل 5
جنيهات للحم لخنزير الحى.. وانخفاض سعر كيلو اللانشون أو البلوبيف يؤكد
على أن اللحوم المستخدمة هى لحوم خنازير وليست لحما بقريا.
ويؤكد صليب على خلو الخنازير من أى أمراض موضحا أنه فى فصل الصيف قد تصاب
بمرض جلدى (وهو ظهور حبوب على جلدها) وأحيانا تأتى لجان من وزارة الصحة
لرش الحظائر وأى خنزير ينفق يتم إلقاؤه فى الجبل. ويؤكد فوزى نعيم مربى
بأن أشهر التجار فى مصر هما مجدى فؤاد وإسرائيل عياد حيث يمتلكان جميعا
حظائر مصر ويقومان بشراء الخنازير من المربين ويقومان بتصنيعها وتصديرها
وهما يشكلان مافيا لا يمكن اختراقها، حيث يمتلك إسرائيل عياد أكثر من 300
حظيرة فى القطامية ويشترى من جميع مربى مصر ويصدر للخارج.
وعن أماكن وجود حظائر الخنازير فى مصر أكد هدية محمد مربى بأنه يوجد أكثر
من منطقة لتربية الخنازير أكثرها شهرة وقذارة هى منطقة منشأة ناصر حيث
يقوم المواطنون بتربية الخنازير فى منازلهم، مما يصيب أكثر من نصف سكان
منطقة الزرايب بفيروس سى، فضلا عن وجود أماكن أخرى منها بطن البقرة و15
مايو والقطامية وطره وحلوان والمعتمدية، بالإضافة إلى موقعين بالبراجيل
وعزبة النخل.
وعن عدد العمالة فى حظائر الخنازير يؤكد نعيم بأن عددهم يزيد عن 20 ألف
عامل ويتقاضى كل عامل 400 جنيه شهريا. ويقول أحمد على كامل عامل إن مهمته
هى جلب القمامة من المنازل وفرزها وتقديم فضلات الأكل للخنازير فى مقابل
400 جنيه شهريا، مؤكدا بأنه يعمل فى هذا المجال من 5 سنوات بعد أن جاء من
محافظة الفيوم مسقط رأسه وتعرف بصاحب الزريبة وعرض عليه العمل فوافق على
الفور وبدأ العمل، مشيرا إلى أنه أب ويعول 4 أبناء ولا يوجد مصدر للرزق له
سوى جمع القمامة وتربية الخنازير.
وعن تخصيص أماكن لنقل الخنازير فى منطقة جديدة فى 15 مايو، أكد العمال
والمربون رفضهم لنقل الحظائر مؤكدين على أن نقل الحظائر سيزيد من تكلفة
تربيتها والمتمثلة فى زيادة تكلفة نقل القمامة. فضلا عن عدم وجود مواصلات
فى المنطقة.
ومن جانبه أكد جورج متى عضو مجلس محلى مدينة 15 مايو، أنه منذ الإعلان عن
تخصيص 328 فدانا فى 15 مايو تم حصر المناطق التى بها حظائر الخنازير التى
أسفرت عن وجود أكثر من 300 حظيرة فى منطقة الزبالين بـ15 مايو
المصدر
http://youm7.com/News.asp?NewsID=93608
الموضع منقول للاهمية