- ينتج النشاط
السياحي كإحدى الأنشطة الخدمية؛ خدمة مركبة أي أن الإشباع الأساسي الذي
يسعى إليه ملتقى الخدمة السياحية يتحقق من خلال تركيبة من الخدمات تدور
حول الهدف الأساسي الذي يقصده السائح وفقا لنوع السياحة ( خدمات الانتقال
وما يصاحبه من خدمات لازمة له كخدمة السلك القنصلي والجوازات وخدمة
الإقامة وما يلزمها من إطعام وتنظيف واتصال الخدمة المشبعة للحاجة
الأساسية : الثقافة والترويح والترفيه والعلم –التعبد –العلاج – الرياضة –
خدمة الإرشاد – الخدمات الأخرى المرتبطة كخدمات الإعلام السياحي تنشيط
السياحة وكل خدمات تسهيلية لأي مظهر من مظاهر النشاط السياحي بل إن النشاط
السياحي قد يستتبع أداء خدمات الأصل أنها مستقلة عن النشاط السياحي لكنها
تؤدي للسائح بمناسبة وجوده على إقليم الاولة: كخدمة علاجية تؤدي للسائح
الذي يمرض أثناء إقامته على إقليم الدولة أو الخدمية البريدية. المهم أن
النشاط السياحي نشاط اقتصادي خدمي وأن الخدمة التي ينتجها هي خدمة مركبة
وكمنتج لخدمة مركبة تزداد فيه كثافة العمل مقارنة بغيره من النشاطات
الخدمية.
2- طبيعة العمل في النشاط السياحي
وبالنسبة للعمل المحقق للنشاط السياحي تثور تفرقة هامة بين عمل يتحقق في
الصفوف الأمامية أى في المواقع التي يلتقي بها القائمون بالعمل مع السائح
وعمل يتحقق في الصفوف الخلفية حيث تؤدي إحدى مقومات الخدمة مقومات الخدمة
السياحية دون احتكاك مباشر مع السائح. النوع الأول من العمل يثير خصائص
معينة إضافية يتعين أن يتمتع بها المسئول عنه.
من هنا نستطيع أن نبرز ما يتميز به العمل في النشاط السياحي على النحو التالي:
· العمل السياحي هو في النهاية عمل مركب ( يتبلور في تركيبه من الخدمات
تمكن من تحقيق الإشباع الأساسي الذي ينتقل من أجله السائح حسب نوع السياحة
· هو عمل مستمر يلزم ألا ينقطع عبر ساعات اليوم نهاره وليله إزاء
استمرارية وفود السائحين على الأماكن المختلفة من الدولة أو الإقليم
المستقل.
· يقوم العمل السياحي ( على الأقل في الصفوف الأمامية ) على العلاقات
المباشرة مع السائحين هنا نكون بصدد مصدر أول لأهمية "الذاتية"في عمل من
يلتقي مع السائحين.
· يتضمن العمل السياحي الاحتكاك بأشخاص ومجموعات ينتمون إلى مجتمعات ذات
حضارات وثقافات مختلفة ومتنوعة( في السياحة الدولية ) وذات خصوصيات
اجتماعية وثقافية إقليمية (في السياحة الداخلية).اعتبار آخر يتطلب فيمن
يقوم بالعمل السياحي أنواعا محددة من "الذاتي" أي من الخصائص التي تمكن من
مواجهة هذا الاختلاف وذلك التنوع ويحقق للسائحين إشباعاتهم على النحو الذي
يتوقعونه ابتداء من ثقافتهم وخصوصياتهم الحضارية.
· كما يتضمن العمل السياحي مواجهة القائمين به ( خاصة في الصفوف
الأمامية )لأنماط قيم وعادات ومستلزمات معيشة تختلف عما يوجد قي مجتمعاتهم
الأمر الذي يستلزم أن يكونوا مؤهلين لذلك على نحو يجعلهم قادرين على
التفاعل الصحي بدون فقدانهم لهويتهم الثقافية أو لانتماءاتهم الوطنية .
· كذلك يتميز العمل السياحي بأنه يتم في جو يهدف الإمتاع والإشباع
الثقافي والحضاري والترفيهي والراحة في أماكن تبعد عن المكان الذي يأتي
منه السائح وهو ما يتطلب في القائم بهذا العمل أن يكون قادرا دائما علي
المساهمة في خلق مثل هذا الجو.
· كل هذا يضفي علي العمل السياحي خاصية التغير المستمر في الشروط الواجب
توافرها في من يقوم به ويستلزم ضرورة إعادة النظر في أمر تكوينة مع التغير
ويصعب في ذات الوقت من إستبقاء المهارات المكتسبة في نفس مجال النشاط
عندما يكون العمل السياحي موسميا كما يصعب من إستئناف هذه المهارات لعملها
السياحي بنفس المستوي من الكفاءة عندما يحين الموسم التالي للعمل
السياحي.
3- من هذه الخصائص للعمل السياحي يبين أن هذا العمل يجمع بين الشروط
الموضوعية التى يتعين أن تتوافر في العمل بصفة عامة من حيث القدرة الجسدية
والذهنية والدراسية التقنية وبين شروط خاصة تعطي للعمل السياحي ذاتية
تستمد من أبعاد أخري يتعين أن يتمتع بها من يتعامل بصفة مباشرة مع
السائحين . والأمر يتعلق هنا بشخصية القائمين بهذا العمل السياحي، تتعدد
أبعادها وتتوازن في سلوكها بقدرة خاصة على التعامل مع الأنماط الثقافية
والحضارية المختلفة لمجموعات السائحين . والمر يتعلق ليس فقط بالمهارات
وإنما كذلك بالتسلح بنظام قيم ومواقف مواتية للنشاط السياحي بصفة عامة
وبنوع النشاط السياحي بصفة خاصة . من هنا كان اعتبار العمل السياحي بصفة
خاصة . من هنا اعتبار العمل السياحي أهم مقومات النشاط السياحي التى تحتوي
إلى جانبه المقومات الطبيعية والتاريخية والثقافية، البنية المادية
السياسية والمباشرة ، والمدخلات المادية الجارية ، من بين كل هذه المقومات
يبرز العمل كخالق للمعاملة الحسنة للسائح: فتوافر أفخم الماديات لن يجذب
السائحين إذا لم يكن أداء العاملين في النشاط السياحي على مستوي توقعات
السائحين . ومن هذا كانت أهمية كيف العمل بالنسبة للعاملين في النشاط
السياحي.
4- لأهمية تكوين الإطارات المختلفة لهذا النوع من النشاط الاقتصادي: فإذا
كان لكيف القوة العاملة في النشاط السياحي هذه الأهمية فإن هذه الأهمية
تزداد، كما هو الحال في النشاطات الاقتصادية الأخرى، بل وعلى نحو أكبر
بالنسبة للنشاط السياحي، مع التطور التكنولوجي في المجالات المختلفة التى
تنتج فيها الخدمات المكونة لمركب الخدمة السياحية، خاصة إذا ما تزايدت
معدلات تحقيق التطور التكنولوجي على أساس تطور المعرفة العلمية المتعلقة
بمجالات النشاط الاقتصادي المختلفة. إذ يؤدي التطور التكنولوجي إلى زيادة
تركيب وتعقيد وسائل الإنتاج المستخدمة بما يتضمنه ذلك من زيادة في المعرفة
التكنولوجية التى يتعين أن يتزود بها من يقوم بالنشاط الاقتصادي بصفة عامة
والنشاط الاقتصادي الخدمي بصفة خاصة والنشاط السياحي الخدمي بصفة أخص.
بالنسبة لهذا لنشاط الأخير يلزم أن نبلور أمرين في شأن كيف القوة العاملة
التى تقوم به:
- أولها يبرز تنوع كيف القوة العاملة في النشاط
السياحي عبر تنوع المهارات اللازمة للقيام بهذا النشاط. ويكفينا هنا
لتوضيح الفكرة، أن نذكر أهم المهارات اللازمة للعمل السياحي. وهى المهارات
المهنية (الاقتصادية في الدراسة والتحليل وتحديد السياسات وتخطيط التنمية
في هذا المجال – في مجال خدمات النقل والفندقة والخدمات الأخرى المغذية
لها) المهارات المتعلقة بالعلاقة مع السائح (في وكالات السفر والقنصليات
والجوازات واستقبال الوفود وفى المتاحف وفى المزارات السياحية) المهارات
الإعلامية (في هيئات السفر والمكاتب السياحية بكل الأشخاص التى تتضمنهم إذ
عادة ما يتوقع السائح أن يجد المعلومة اللازمة عند كل العاملين في الحقل
السياحي ) والمهارات في اللغات الأجنبية التى لا يمكن بدونها التعامل مع
السائحين في السياحة الدولية.
- ثاني هذين الأمرين يتمثل في أن كيف القوة العاملة في النشاط السياحي
لا يقتصر فقط على الدراية التقنية لدي القائمين بالعمل السياحي وإنما
يتعين أن يحتوي ما يتعين أن تسلح به المهارات مما يصقل الشخصية ثقافياً
وحضارياً، ومن ثم سلوكياً، ويكسبها من ثم قدرة على التصرف بتحضر وذكاء
اجتماعي يتخطى في اجتماعيه حدود المجتمع الذي يعيش فيه ليجول في آفاق
المجتمعات التى يأتي منها السائحون.