تعرف الحركة الكشفية ( عالميا )ً بأنها :- ( حركة تربوية تطوعية غير سياسية ، موجهة للفتية ، ومفتوحة للجميع ، دون تمييز في الأصل أو الجنس أو العقيدة ، وفقاً للهدف والمبادئ والطريقة التي وضعها مؤسس الحركة ) .
هذا هو التعريف العالمي للحركة الكشفية ، وهو التعريف السائد في أغلب الدول ، إلا انه ممن منطلق التميز الذي حباه الله لهذه الأمة الإسلامية ، كان لزاماُ علينا عرض هذا التعريف على ميزانها الرباني فنجد هناك فقرات من التعريف تحتاج منا لوقفات مهمة .
وقبل الدخول في هذا الموضوع ، احب أن انوه إلى شخصية منظر الحركة الكشفية الذي أسسها ووضع لها منهجها الأساسي ، فهو بحق رجل ذكي ، وبمنتهى الذكاء ولا نقول ذلك من منطلق الإعجاب ولكن من منطلق أمر الشرع لنا بالعدل حتى مع من هم على غير ديننا قال الله تعالى : ولا يجرمنكم شنأن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى صدق الله العظيم
هذا الرجل ( اللورد باد باول ) عرف كيف يستفيد من طاقات الشباب ويوجهها التوجيه الذي يريد . إلا انه يجب ألا ننسى انه نصرانياً ، وكان لابد أن تصطبغ هذه الحركة بما يعتقده ويراه . وظهر واضحاً في بعض التقاليد الفرعية فيها .
ونعود إلى التعريف العالمي للحركة الكشفية ، فنعرضه على منهجنا نحن ، ونحاول أن نطوعه لخدمة أهدافنا ومبادئنا ، فنجد في النهاية أن الحركة الكشفية .
يمكن تعريفها ( إسلامياً ) بأنها :- ( حركة اجتماعية تطوعية تربوية موجهة ، تسعى لبناء الفرد من الناحية العقلية والنفسية والبدنية ، وإكسـابه مهارات ومعارف تسـاعده على تحقيق دوره في الحيـاة ، وفي مجتمعه وأسـرته ، وتجعله مواطناً صـالحاً يحب الخير ويقدمه للآخرين عن حب ورضى ) .
أهداف حركة الكشف :-
هدف الحركة الكشفية هو :- ( المساهمة في تنمية الشباب للوصول إلى الاستفادة التامة من قدراتهم البدنية والاجتماعية لبنائهم روحياً وجعلهم أفرادا مسؤولين وأعضاء نافعين لمجتمعهم ، وقبل ذلك لأنفسهم ) .
هذا هدف عام تسعى الحركة الكشفية لتحقيقه ، من خلاله يتبين لنا الكثير من أهدافها الفرعية الصغيرة إلى تكون عادة قريبة التحقيق . أما الأهداف بشكل عام فتحتاج إلى بحث مستقل لبيانه ودراسة المناهج والبرامج الخاصة بالحركة الكشفية لاستخراج الأهداف .
مبادئ الحركة الكشفية :-
أي عمل بناء يجب أن يقوم على أسس وقواعد ثابتة حتى يحقق النمو والتكامل . وهناك العديد من المشاريع والحركات ظهرت فترة من الزمن ثم اختفت . وعندما تبحث عن سـبب ذلك تجـد أن أسـاسها كان ضعيفاً وغير صالح لكي تبقى طويلاً . ونجد أن الحركة الكشفية من الحركات القلائل التي ظلت صامدة تزداد قوة وثباتاً مع مرور الوقت ، وهـذا الأمر يدل على سلامة مبادئها التي قامت عليها ، لأنها اعتمدت على قيم حميدة ومبادئ سامية ، وهذه القيم موافقة لفطرة الإنسان التي فطره الله عليها . مما جعلتها متميزة فعاله وإن اختلفت سبل تطبيقاتها .ومبادئ الحركة الكشفية هي :.
1- أداء الواجب نحو الله :- وهذا المبدأ يكفي بنفسه لتحقيق المبادئ الأخرى . فأداء الواجب نحو الله سبحانه وتعالى هو تطبيق لقوله تعالى : قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ، فما من جانب من حياة الإنسان إلا ويوجد في هذه الآية . فالمقصود بالصلاة والنسك هو أداء العبادات التي آمر الإنسان بها من لدن الشارع سبحانه . أما الحياة والممات فهو شامل لكل ما يصور عن الإنسان في حال حياته من أعمال وأقوال وأفعال وتصرفات وسلوكيات .
2- أداء الواجب نحو الآخرين :- وهذا باب واسع ، ومجاله مفتوح ، فخدمة الآخرين لا تشمل النواحي المادية فقط بل تتعدى إلى معالجة وخدمة النفس للنفس ، فيجب أن يكون من ينتسب للحركة الكشفية إنسان يشعر بغيره ، لأنه عمل طويلاً لإنكار ذاته . وهذا الإنسان يكون طبيب قلوب يعمل بكامل جهده للإصلاح ، وهذا هو منهج رباني إلهي أمر به رب العباد سبحانه قال تعالى : ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف الآية ، فكان واجباً يتحتم على المسلم القيام به .
وبالنظر إلي ذلك نجد أن واجبي نحو الآخرين من أمور الحيـاة التي آمر الله بها إذا هي داخـلة بالواجب نحـو الله ، ولان الله سـبحانه امرنـا بذلك وفي هذا المجال نتمثل قول الله تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ) أمر من الله سبحانه وتعالى بالتعاون الذي ينبثق منه كل ما فيه خير وصلاح وتنمية وخدمة المجتمع .
3- أداء الواجب نحو الذات :- فهذا هو الأصل الأصيل ، والركيزة الأساسية لتكوين شخصية الإنسان لنفسه ، وتربيتها قال تعالى: ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها هكذا نترك سبحانه وتعالى للإنسان خياراً في تربية نفسه وتعويدها على الخير وسلوك طريقه ، مستنيراً بذلك بشرع خلقه . والكشفية من ابرز سماتها تربية الفرد لذاته التربية الحسنة القوية . حيث الاعتماد على النفس باتخاذ القرار، والتعاون ، والتخطيط ، الخ ، كل هذه السمات كفيلة بأن تجعل الإنسان شخصية متميزة قوية تستطيع قيادة غيرها بالطريقة الصحيحة .
هذه هي الطريقة المتميزة للحركة الكشفية ، وتسمى بالطريقة الكشفية وهي نظام متقدم للتثقيف الذاتي ، يتم تطبيقه عن طريق وسائل متعددة .