ده كده معظم الجزء النظرى ناقص القسم المتعلق بالترتيب الكشفى اى التقسيم الادارى للكشافة فى مصر
تعريف الحركة الكشفية
هي حركة تربوية للفتية والشباب ذات طابع تطوعي لا سياسي وهي مفتوحة للجميع دون تفرقة في الأصل أو الجنس أو العقيدة وفقاً للهدف والمبادئ والطريقة التي ابتكرها مؤسس الحركة الكشفية.
والأنشطة الكشفية والإرشادية تعتبر طوق نجاة في نهر الحياة لما تمثله من قيم وبما توفره من أنشطة متكاملة لبناء الشخصية المتزنة
أهداف الحركة الكشفية
المساهمة في تنمية قدرات الشباب البدنية والعقلية والاجتماعية والأخلاقية والروحية ليكونوا نافعين لأنفسهم ومجتمعاتهم المحلية والقومية والعالمية وذلك من خلال الالتزام بمبادئ وطرق الحركة الكشفية.
مبادئ الحركة الكشفية
أولاً القيام بالواجب نحو الله: وذلك من خلال الالتزام بالمبادئ الدينية التي تعبر عنها عقيدته وتقبل الواجبات التي تنتج عن ذلك.
ثانياً القيام بالواجب نحو الآخرين: وذلك من خلال الولاء للوطن مع تعزيز السلام والصداقة والتفاهم مع الآخرين ومن خلال تنمية المجتمع وبالتالي تنمية الوطن وبناؤه فالشباب هم أولى الناس ببناء أوطانهم والحفاظ على استقراره فهم المستقبل.
ثالثاً القيام بالواجب نحو الذات: وذلك من خلال تنمية كل فرد لذاته باكتساب مهارات جديدة وهذه هي مسئولية كل فرد.
الطريقة الكشفية
هي نظام متقدم للتثقيف الذاتي من خلال الآتي:
الوعد والقانون: فمن خلالهما يلتزم الفرد بإرادته المطلقة بقانون معين للسلوك يراعيه في تصرفاته وأفعاله دائماً، كما يعلن أمام مجموعة من زملائه تحمله المسئولية والوفاء بكل كلمة تعهد بها، ويعتبر مسلك الفرد المستمر للأخذ بهذه القيم الأخلاقية وما يبذله من جهد للتمسك بها أداة لها أثرها الفعال في تنمية الشباب.
التعليم بالممارسة: وهذا العنصر يؤكد باستمرار أن استعداد الفتى للعمل أثر من استعداده للتلقي ويمكن القول بأن برامج الحركة الكشفية تبنى على أساس تعلم المهارات واكتساب الخبرات بالممارسة الفعلية وليس بالتلقي النظري فقط.
العضوية في جماعات صغيرة: وهي من عوامل تحقيق اندماج الفرد في الحياة الاجتماعية، وتوفر للشباب الفرص لاكتشاف أنفسهم وتحمل المسئولية مما يساعد على تنمية شخصية الشباب واكتساب الكفاءة والقدرة على الاعتماد على النفس والتعاون مع الآخرين وتنمية القيادة، ودور الحركة الكشفية في هذا هو توجيه ومساعدة الشباب على اكتشاف قدراتهم وعلى تحمل المسئولية.
برامج مثيرة تقدم في حياة الخلاء: حيث يشمل هذا البرنامج كل ما سبق ولكن مع مراعاة أن يكون هناك تنوعاً ويكون البرنامج متدرجاً ليشبع الاحتياجات ومتقدماً ليحقق التطور للشباب ومثيراً فيقدم في الخلاء عن طريق المعسكرات الخلوية والرحلات الخلوية وغيرها.
مؤسس الحركة الكشفية هو اللورد روبرت ستيفن سمث بادن باول و لنستعرض بعض المقتطفات من تاريخ حياته
نشأة بادن باول
ولد روبرت ستيفنسن سميث بادن باول في 22 فبراير سنة ( 1857 ) في (( 6 شارع ستانوب - بادينجتون - لندن )) . كان والده عالما في الرياضيات بجامعة أكسفورد . وأسم روبرت ستيفنسن كان أيضا اسم جده لأبوه الذي كان أبنا " لجورج ستيفنسن " مخترع أول خط سكة حديد ،أما والدته فهي " هنريتا سميث " فتاه تدرجت في عائلة عريقة ناجحة فوالدها كان أدميرال في البحرية – فيزيائي وعالم فلك وعضو في الجمعية الملكية للجغرافيا . وكان يسكن في شارع ( شان ) شارع العلماء والمفكرين .
مهمته في جنوب أفريقيا
كانت الصعوبات العسكرية التى يواجهها الجنود البريطانيون من قبائل البويرالافريقية سببا في نقل فرقة
( الهوسارد13) التى انتمى إليها بادن باول، وهكذا نقل روبرت إلى جنوب أفريقيا الجنوبية .
كان عدو الجنود البريطانيون هم قبائل البوير الذين كانوا يريدون التحرر وكان دور روبرت هو مهمة سرية استكشافية لجمع المعلومات ومعرفة إمكانية الهجرة بصفة مدنية لأهداف عسكرية بحتة وخلال تجواله فارسا قطع فيها ألف كم ؛ لم يطلق خلالها أي رصاصة مع أنه أنجز عملا نال به تقدير رؤسائه .
وهكذا أمضى روبرت مدة ثلاث سنوات ضمن حاميته فأصبحت له خبرة كبيرة في مجال الاستطلاع والاستكشاف في العمق وارتفع عنده فن الملاحظة ، ولقد كانت الحياة في المستعمرات حياة رغده يتوفر فيها كل سبل الحياة اللاهية. ولكن روبرت حافظ على الاستقامة شاغلا نفسه بأمور عديدة مثل الرسم ودراسة اللغة والعادات المحلية وتأليف الكتب .
وبعد أن تمكن بادن باول من الانتصار على قبائل البوير تمت ترقيته إلى رتبة لواء وكان الأصغر في الجيش البريطاني من بين من يحملون هذه الرتبة حيث كان عمره أنذاك ( 43 ) سنة.
ويقول روبرت عن حصار ( مافكنج )"
ولقد تمكنت من إختبار فائدة الفتيان الصغار أثناء الدفاع عن مافكنج ، ولم يكن هناك من يفكر بأن مافكنج ستكون يوما من الأيام هدفا للعدو.. عندما تأكدنا من حقيقة غزونا في مافكنج سارعنا إلى توزيع حاميتنا على المراكز التى كانت بحاجة إلى الحماية وكانت مؤلفة من سبعمائة رجل , ثم اضطررنا إلى تجنيد رجال المدينة وعددهم ثلاثمائة للدفاع عن مكان يبلغ محيطة ثمانية كيلو مترات وكلما قتل عدد من المدينة ازدادت الأعباء على البقية , ولقد استطاع رئيس أركان الحرب أن يجمع فتيان المدينة الصغار وينظم منهم وحدة صالحة ونافعة مثل تبليغ الأوامر وحمل التعليمات والقيام بأعباء الحفر والخدمة العادية مما كان له أكبر الأثر في فك الحصار عن الحصن الذي أستمر سبعة أشهر .
كما استطاع بادن باول أن يقنع هيئة الأركان البريطانية بأهمية فن الاستكشاف الأمر الذي جعل اللواء (( سميث )) يختاره مساعدا له على الرغم من أن رتبته كانت أقل مما يتطلبه هذا المنصب ثم أرسله في بعثة خاصة لأداء مهمة عسكرية وكانت مهمة البعثة التى تتكون من ستمائة جندي من البريطانيين والسود هي لاستتاب الأمور على الحدود مع قبائل الزولو والقبض على الزعيم (( دينزيلو )) ثم مساعدة المفوض الإنجليزي الذي كان محاصرا في داره من قبل قبائل الزولو. وهكذا نجح روبرت في هذه المهمة بفضل معلوماته وخبرته . والاستفادة من كشافته البيض والسود . وكان ذلك في عام ( 1887 ) وأستفاد بادن باول من هذه التجربة أمرين هما :-
· الهدية التي قدمها له الزعيم (( دينزيلو )) وهى عقد كبير علقت فيه بعض القطع الصغيرة من الخشب المنحوت والتي أصبحت تقدم فيما بعد إلى المفضلين والقادة من كشافته كبادرة مازالت قائمة حتى الآن .
· تجربته بأن لا يكتفي بمواجهة العدو فقط ولكن أن يستفيد من طريقته في الحياة والعيش والثقافة ، مهما كان هذا الخصم ، فالأفراد جميعا عل مستوى واحد في هذه القيم ، ونجد هذا واضحا في تعلمه بعض العادات الغريبة التى كانت قبائل الزولو تتبعها في تربية أبنائها . حيث انهم كانوا إذا بلغ الفتى منهم الخامسة عشر . جردوه من ثيابه وقاموا بطلاء جسمه بطلاء خاص حتى لا يزول إلا بعد ثلاثين يوما ، ثم يقلد ترسا ورمحا ، ويؤمر بمغادرة القرية إلى داخل الغابة ، ولا يعود منها إلا بعد مضى الشهر ( أي بعد زوال الطلاء الأبيض عن جسمه ).
فإن عاد قبل نهايته قتل ،كان الفتى يلجأ إلى الغابة ، فكان عليه لأن يعيش في أدغالها وأحراشها بين الفهود والنمور ، السباع والضباع ، الفيلة والذئاب ، والثعابين والحيات وغيرها مما تزخر به من مختلف أنواع الحيوانات المفترسة ، والوحوش الضارية ، والطيور الكاسرة , والزواحف السامة .
فكان عليه أن يختالها ويروض نفسه على الحياة بينها . كما أنه لكي يكمل مهمته يجب عليه أن يدرس أنواع نباتها ليميز الصالح منها لغذائه ومسالك الغابة ودروبها حتى يعرف طريقه فيها وأماكن المياه الصالحة للشرب .. حتى يجد حاجته منها مهيأة ميسورة .
وهكذا يقضى الفتى هذا الشهر في الغابة ، فإن استطاع مغالبة الصعاب ومصارعة الأهوال والمشاق ومصابرة الحياة بين هذه الوحوش والهوام
وعاد إلى قبيلته بعد وفاء مدته ، فإنهم حينئذ يستقبلونه إستقبال البواسل ويرحبون به ترحيب الفارس المقدام ويقيمون له حفلا يقلدونه فيه سيف الجندية ويطلقون عليه لقب (( فارس القبيلة )) .....